لقد وضح القرآن الكريم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم العالية وجائت آيات كثيرة
تبين مقامه الرفيع وتظهر فضله العظيم و قدره الجليل غير أن هذا التعظيم
الرباني الوارد في النصوص لاينافي بشريته صلى الله عليه وسلم فهو أفضل البشر
وخيرالخلق بما أعطاه الله من خلال وما حباه من خصال وجائت السنة تؤكد ما جاء به القرآن في
عظمته وبشريته ومن وجوه التعظيم والإكرام له صلى الله عليه وسلم
الواردة في القرآن الكريم
خصائصه التي اختصه الله بها
خص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بخصائص
لم يجعلها لغيره من البشر تكريما له وتفضيلا ومن هذه الخصائص
1_الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين
لقد ختم الله تعالى بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الأنبياءوختم برسالته الرسالات وبدينه الأديان فلا نبي بعده ولا دين ناسخ لدينه بل
نسخ دينه الأديان ونسخت الرسالات قال الله تعالى (وما كان محمد أبا أحد من
رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيئا عليما)
2- الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الثقلين أجمعين خص الله المصطفى صلى
الله عليه وسلم بأن جعل رسالته إلى الناس كافة ولم يبعث إلى قومه خاصة كما
هو حال من سبقه من الرسل عليهم السلام قال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة
لناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لايعلمون) ولم تقتصر رسالته على جميع
الإنس فقط بل عمت رسالته الإنس والجن جميعا فهو مبعوث للثقلين قال تعالى
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
3 - الرسول صلى الله عليه وسلم مقدم على غيره من الأنبياء
من عظيم مكانته وقدره صلى الله عليه وسلم ورفعة شأنه عند ربه عز وجل أن قدم
ذكره عند ذكر الأنبياء في أخذ المثياق والعهد منهم فقال تعالى ( وإذ أخذنا
من النبيين ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم مثيقا غليظا )
ومن أوجه التكريم
تقرير تعظيمه والتأدب معه صلى الله عليه وسلم
لقد جاءت آيات القرآن الكريم بتقرير تعظيمه وإجلاله وإكرامه صلى الله عليه
وسلم كا الصلاة عليه والأدب في خطابه عليه أفضل الصلاة والسلام
1-الصلاة عليه من الله تعالى ومن الملائكة ومن المؤمنين
فقال الله عز وجل إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
والصلاة من الله تعالى له على نبيه هي ذكره في الملأ الأعلى ومن الملائكة هي الأستغفار له
ومن المؤمنيين هي الدعاء له صلى الله عليه وسلم
2- الأدب عند ندائه صلى الله عليه وسلم
أ-توقير الله تعالى له في النداء ومن عظيم مكانته صلى الله عليه وسلم أن جعل ندائه
في القرآن الكريم بالنبوة والرسالة ولم يرد في القرآن ا لعظيم النداء
باسمه المجرد عن الوصف ففي نداء الرسول صلى الله عليه وسلم نجد قوله تعالى
(ياأيها الرسول ) وقوله سبحانه (ياأيها النبي )
بينما نجد نداء الله تعالى لسائر والأنبياء بأسما ئهم فقال سبحانه تعالى لأول الأنبياء
(ياأدم أسكن أنت وزوجك الجنة ) وقال تعالى مناديا لأول الرسل (يانوح اهبط بسلام منا وبركات) وهكذا نداء بقية الأنبياء عليهم السلام
ب- الأمر بالأدب عند ندائه عليه الصلاة والسلام وذلك بعدم منادته باسمه صلى الله عليه وسلم
بل منادته بالنبوة أو الرسالة فقال تعالى (لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء
بعضكم بعضا) وهذا من إجلاله وتعظيم قدره بأمر الله عز وجل لسائر خلقه
ج- الأمر بعدم رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الجهر له
بالقول كما هو حال الناس في تخاطبهم فيما بينهم فإن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قدره أعظم وشأنه أجل وأكرم ولذا جعل الله تعالى الأدب في خطاب
النبي صلى الله عليه وسلم علامة إيمان وتقوى
قال تعالى (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم )