[size=21]҉ਿ°●φ¸¸.»ياصاحب الهم«.¸¸φ●°ੀ҉
يا صاحب الهمّ !!
حينما يُنِيخ الـهَـمّ بِكَلْكَلِه في ستم الحذفت أقوام
وعندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين
حينها تُخيِّم سحائب الْحُزن
وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع
وقد يَرى أُناس الليل فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده
قد يتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة !
وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق !
فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح
بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً
وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن
وإن أراد أن يَضحَك عُبِس في وجهه
فهو ينتقل مِن هَـمٍّ إلى هـمّ
ويَخْرُج من غمّ ويَدخل في آخر
إلا أنّ دوام الْحال من الْمُحال
وربّ العزّة سبحانه أخبر عن نفسه بأنه
(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قال عبيد بن عمير :
مِن شَأنه أن يُجيب داعيا ، أو يُعْطِي سائلا ، أو يَفُكّ عَانيا ، أو يَشْفِي سقيما .
وقال مجاهد :
كل يوم هو يُجِيب داعيا ، ويَكْشِف كَرْباً ، ويُجِيب مُضْطَراً ، ويَغْفِر ذنباً .
وقال قتادة :
هو مُنْتَهَى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم .
ومن لُطْف الله وفضله وعظيم مِنَّتِه أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج
وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس
وقد يبتلي الله عباده ليَظهر منهم صِدق العبودية
وليجأروا إلى الله بالدعاء
ومِن جُوده وكرمه سبحانه وتعالى أن هيأ لِعباده أسباب النجاة
وأنْ دلَّهُم على طُرُق الخيرات
وجَعَل له نَفَحَات ، وأمَرَهم أن يتعرّضوا لِتلك النفحات
وهو سبحانه وتعالى يُخاطِب عباده كل ليلة ، فيقول :
هل من سائل يُعطى ؟ هل من داعٍ يُستجاب له ؟
هل من مُسْتَغْفِر يُغْفَر له ؟ حتى ينفجر الصبح .
كما في صحيح مسلم .
وروى محارب بن دثار عن عمّه أنه كان يأتي المسجد في السحر ،
ويَمُرّ بِدَارِ ابن مسعود ، فسمعه يقول : اللهم إنك أمرتني فأطَعْتُ ،
ودعوتني فأجَبْتُ ، وهذا سَحَر فاغفر لي .
فسئل ابن مسعود عن ذلك ، فقال :
إن يعقوب عليه الصلاة والسلام أخَّرَ الدعاء لِبَنِيه إلى السَّحَر ،
فقال :
(سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) .
فيا صاحب الهـمّ ..
اعلم أن الفَرَج مع الكَرْب
وأن مع العُسر يُسْرا
يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله
ويا صاحب الهـمّ ..
لا تَغْفَل عن القرآن
ولا تُغفِل مصدر الفَرَج وأصل السعادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما أصاب أحداً قط هَمٌّ ولا حُزن ،
فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك ، ناصيتي بِيَدِك ،
ماضٍ فيّ حُكمك ، عَدْلٌ فيّ قضاؤك ،
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحداً من خلقك ،
أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛
أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ،
وذهاب همي ؛ إلا أذهب الله هَمّه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا .
فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟
فقال : بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .
رواه الإمام أحمد .
ويا صاحب الهـمّ ..
لا تَجزعنّ لمكروه تُصَاب به = فقد يُؤدِّيك نحو الصِّحة الْمَرَضُ
ويا صاحب الهـمّ ..
اعلم أن الهـمّ أجرٌ وخير
ففي الحديث :
ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ،
حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلا كُفِّرَ به من سيئاته .
رواه البخاري ومسلم .
ويا صاحب الهـمّ ..
الهـمّ رِفعة في درجاتك
يا صاحب الهـمّ ..
ألا ترى أن الهـمّ والْحزن والكَرْب مِحَنٌ في طـيِّـها مِنَح ؟!