( الفقر وقسسوته )
الفقر وقسسوته
الفقر وقسسوته
كم أنت قاسً أيها الفقر
.........................................
لفت أنتباهي أمرأة تسير..
وواضح أنها جاءت من مدرسة أبنها
لأنها كانت تحمل بين كفيها (شهادته)
تسير بخطى ملئها الحزن والألم
يتطاير من أطراف عبائتها الطويلة..التراب
لكونها تريد أن تنظف طريق أبنها عند عودته
عبائتها التي غيرت لونها الشمس
ولكنها لم تغير لون الشرف والعفه والكرامة في ذاتها
ظهرت عليها أثار تعب الزمن وتراكم السنين
تسير وتتعثر في خطواتها
لأنه في كل خطوة
هنالك حلم..
لذلك وجدت أن في مسيرها من البيت إلى المدرسة
عبارة عن أحلام وأحلام...
أحلام قد تكون مستحيله التحقق
أو هي بالفعل (مستحيلة التحقق)
وأحلام مسنه كأنها عجوز هرمت من جور الأيام
ولكن الشيء الوحيد الذي يساعدها هو أملها
بذلك الأبن يكبر بنجاحه في الدراسة
ويصل إلى الغاية المنشودة
والحمدلله أنها لا تعلم ما يجري للذين أنهكو قواهم في الدراسة ولم يجنوا ثمارها
لكي لا ينقطع حبل أملها الوحيد
تأمل بأن ينتشلها من سراديب الحياه
وبئر الحرمان والجوع والذل والفقر
وكم أنت قاسً أيها الفقر
كم أنت قاسً أيها الفقر..
لو كان الفقر رجلا لقتلته..
في موطني أصبح الفقر كائنا بحد ذاته
يرى ويسمع ويأكل ويمشي ويشرب و يكبر...الى أخره من صفات الكائن الموجود
يرى كيف المحتاج يتعذب
يسمع صرخات الاطفال والجياع
يأكل من لحم الفقير
يشرب من دمه
ويمشي حيث يمشي لايفارقه رمشه عين
ويكبر مع الفقير حتى نجدهم يتمنون الموت
على ذل العيش
فلو أصبح الفقر رجلاً قد يهون
علينا ذلك لأنه من الممكن قتله كما في الحديث
ولكنه أكبر من ذلك بكثير..
لكم كل احترامي..~
عروس النيل
الفقر وقسسوته
الفقر وقسسوته